وصلت مساء أمس تأثيرات انفجار بركان في أثيوبيا إلى اليمن؛ حيث شهدت عدة محافظات، موجة غبار واسعة، وسحب بركانية سوداء.

وتفاجئ مواطنون بسقوط وانتشار غبار أسود متراكم على أسطح المنازل والشوارع في مديريات بمحافظة الحديدة كالجراحي، وحيس، وزبيد، وبعض مناطق محافظة إب، مساء اليوم الأحد، مع تشكل سحب دخانية في سماء تلك المناطق.

وأعلنت السلطات الإثيوبية يوم الأحد عن ثوران بركاني غير معتاد في بركان إرتال بمنطقة عفار تخللته سحابة كثيفة من الدخان امتدت على نطاق واسع في المنطقة المحيطة

ووقع الانفجار البركاني حوالي الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي على بعد نحو 10 كيلومترات في الجزء الجنوبي من بركان إرتال مما دفع فرقا من باحثي الجيوفيزياء إلى الانتقال إلى الموقع لمعاينة الوضع وتقييم المخاطر.

في سياق متصل، أكد مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر التابع للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، أن سحب الرماد البركاني القادمة من إثيوبيا نتيجة ثوران بركان (إرتال)، تتمدد إلى أجزاء واسعة من اليمن نتيجة الرياح السائدة، وفقاً لما أظهرته صور الأقمار الاصطناعية.

وأفاد المركز في بيان، بأن هذا النوع من الرماد يحتوي على جسيمات دقيقة من الصخور والزجاج البركاني، وأن خطر التأثر به لا يقتصر على المناطق القريبة من البركان فقط، بل يمكنه أن ينتقل مئات الكيلومترات وفقًا لحالة الرياح.

وشدد مركز التنبؤات الجوية، على أهمية العمل بالتوصيات والإجراءات الآتية للحد من أضرار هذا الرماد البركاني، والتي تشمل البقاء داخل المنازل قدر الإمكان، ارتداء كمامات ونظارات واقية عند الضرورة للخروج، لتقليل استنشاق الجسيمات، وغسل الوجه والعينين، وحماية الخزانات المنزلية للمياه وإغلاقها بإحكام.

وتابع المركز " وتتضمّن توصيات وإجراءات الحد من أضرار هذا الرماد البركاني، الآتي: بعد تهدئة السحابة الرمادية، تنظيف الأماكن بلطف: استخدام خرطوم ماء منخفض الضغط أو مسح بقطعة مبلل، وكذا قد تكون هناك مخاطر تلوث مياه الري بالرماد؛ ولذا يُنصح بفحص المضخات والنِظم المرشحة للمياه وتنظيفها إذا لزم الأمر، ومتابعة الإشعارات من الجهات الرسمية والأرصاد بخصوص كثافة الرماد وتحديثات الحالة".

وأكد المركز، أنه يتابع تطورات تمدد سحب الرماد البركاني القادمة من إثيوبيا على مدار 24 ساعة، والموافاة بالمستجدات أولاً بأول .. مهيباً بوسائل الإعلام والمواطنين، اعتماد المعلومات الصادرة من الجهات الرسمية، والمتمثلة بقطاع الأرصاد الجوية التابع للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بالعاصمة المؤقتة عدن.

على صعيد متصل قدم الطبيب اليمني وهاج المقطري نصائح طبية للوقاية من تأثيرات الرماد البركاني. 

وكتب المقطري: 'ذا تعرضت منطقتك لسقوط رماد بركاني، البس كمامة N95 وان لم تتوفر البس كمامتين عاديتين فوق بعض وإغلق نوافذ المنزل وابقى في مكان آمن متجنبا المشي في الطرق المكشوفة أثناء هبوط الرماد''.

واضاف: ولمرضى الربو، عليهم زيادة جرعة ال ICS مؤقتا، وتحضير ال Ventolin للاستخدام عند اللزوم، ثم مراقبة ظهور السعال او اذا استمر لأكثر من أسبوعين او الشعور بضيق في النفس بعد التعرض للغبار نحتاج لزيارة الطبيب.

وقال إن الرماد البركاني عبارة عن شظايا مجهرية حادة تتسلل إلى عمق القصيبات الهوائية وجسيماته بحجم قادرة على الوصول إلى الحويصلات الهوائية نفسها.

وهو يثير نوبات الربو ويدخل مرضى COPD (السدة الرئوية) في نوبات حادة ويضعف حركة الأهداب التي تنظف المجرى الهوائي وتتراكم الاوساخ في المجاري التنفسية، وقد يتسبب بتفاعلات التهابية شديدة، وقد يترك أثرا طويل اذا تم التعرض له بكمية كبيرة يشبه أمراض السليكا أو التليفات الدقيقة.