في تطور يهدّد بقلب موازين الحرب الدائرة شرق أوروبا، أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتحديث منظومات "باتريوت" الأوكرانية بصفقة عسكرية تتجاوز 105 ملايين دولار، في خطوة تُعدّ الأعنف من واشنطن منذ أشهر، بينما تواصل روسيا هجماتها الجوية المكثفة في خاركيف، لتعلن مرحلة أكثر اشتعالاً في الصراع.

ورغم ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترمب الداعية لإنهاء الحرب وتقليص الدعم لكييف، مضت الخارجية الأميركية في إبلاغ الكونغرس بصفقة تشمل قطع غيار وتدريباً وتطويراً تقنياً سيسمح لمنصات الإطلاق بالتحول من طراز "M901" إلى النسخة الأكثر قوة "M903"، القادرة على إطلاق عدد أكبر من الصواريخ في وقت واحد.

وأكدت واشنطن أن التحديثات ستزيد “قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الروسية الحالية والمقبلة”، فيما من المتوقع أن تتحمل كييف تكاليف تلك التحديثات بالكامل.

وبينما تطالب أوكرانيا بـ25 منظومة "باتريوت" إضافية للتصدي لموجة الهجمات الروسية، تواصل موسكو ضرباتها العنيفة، خصوصاً في خاركيف التي شهدت الليلة الثالثة على التوالي هجوماً روسياً واسعاً بالطائرات المسيّرة، أسفر عن إصابة 32 شخصاً واندلاع حرائق واسعة في مبانٍ سكنية.

مسار السلام يتعثر… وزيلينسكي يتحرك دبلوماسياً يتجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا لإحياء الدور الأميركي في مفاوضات السلام المتعثرة.

ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبحث إعادة واشنطن إلى طاولة الضغط على موسكو عبر العقوبات والتحركات الدبلوماسية.

ورغم إعلان الكرملين عدم مشاركة أي مسؤول روسي في محادثات تركيا، فإنه أكد بقاءه "منفتحاً على التفاوض" بشرط توفر شروطه السياسية.

تصعيد اقتصادي أميركي مرتقب ضد موسكو في واشنطن، يعمل نواب أميركيون على إعداد مشروع قانون يشدد الخناق الاقتصادي على روسيا بفرض رسوم على أي دولة تشتري نفطها أو غازها، في محاولة لإضعاف قدرة موسكو على تمويل الحرب.

خاركيف تحت النار… والشتاء يضاعف الضغط ومع دخول الشتاء القاسي، تضاعف الهجمات الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية المخاوف من انهيار البنية التحتية.

فمن جهة، تكثف القوات الروسية ضرباتها، ومن جهة أخرى، تواصل كييف استهداف مستودعات ومحطات وقود داخل الأراضي الروسية. وفي الميدان، أعلن الجيش الروسي تقدمه في منطقة خاركيف وسيطرته على قرية دفوريتشانسكي، ما يعمّق الضغط على القوات الأوكرانية في جبهة تشهد أعنف المواجهات منذ أشهر.