سي آي إيه من النصر الموهوم إلى الهزيمة المدوية.. الكشف عن كواليس الفشل في أفغانستان
مأرب برس -

الإثنين 18 أغسطس-آب 2025 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس -وكالات

 

 لم تنجح الولايات المتحدة، رغم ما تمتلكه من تكنولوجيا متقدمة ونفوذ عالمي، في تحويل قوتها الصلبة إلى انتصار حاسم في أطول حرب خاضتها بتاريخها الحديث.

فقد كشف كتاب الصحفي الاستقصائي الأميركي تيم وينر عن تفاصيل مثيرة حول إخفاق وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في إدارة الملف الأفغاني بين عامي 2001 و2021، وهو فشل يضاف إلى سلسلة إخفاقات إستراتيجية سبقت، من إيران والعراق وصولاً إلى فيتنام.

منذ تأسيسها عام 1947، ارتبطت "السي آي إيه" بفكرة فهم العدو ومنع تكرار هجمات بحجم "بيرل هاربر"، لكن مع تصاعد الحرب الباردة تحولت إلى أداة للانقلابات وتغيير الأنظمة.

ومع غياب العدو السوفياتي في التسعينيات تراجع نفوذها، قبل أن تعود بقوة بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث قادت الحرب على الإرهاب، ودفعت واشنطن إلى المستنقع الأفغاني والعراقي.

ورغم مليارات الدولارات والعمليات السرية، فشلت الوكالة في فهم المجتمع الأفغاني وتعقيداته، وانشغلت بتوزيع الأموال وشراء الولاءات بدلاً من بناء معرفة حقيقية تمكّن صانعي القرار الأميركي من رسم إستراتيجية ناجعة.

هذا الفشل، كما يوضح مسؤولون سابقون بينهم روبرت غيتس وستيفن هادلي، لم يكن مجرد خطأ تكتيكي، بل إخفاق في جوهر المهمة الاستخبارية:

معرفة العدو وفهم المستقبل.

وبينما تفاخر "السي آي إيه" بعمليات اغتيال وتصفية، مثل قتل الملا أختر منصور، فإن تلك النجاحات الجزئية لم تمنع انهيار النظام الأفغاني خلال أيام، وعودة طالبان إلى الحكم عام 2021 في مشهد انسحاب أميركي فوضوي ذكّر العالم بسايغون 1975.

الفصل الأفغاني يطرح اليوم سؤالاً مريراً:

إذا كانت واشنطن قد عجزت عن تحقيق النصر في بلد فقير ممزق، فكيف ستواجه تحديات أكثر تعقيدًا في صراعات القرن الحادي والعشرين؟ 



إقرأ المزيد