ساعة الصفر الإيرانية.. لاريجاني يحدد المسار ونعيم قاسم يطلق المواجهة في لبنان
مأرب برس -

الأحد 17 أغسطس-آب 2025 الساعة 07 مساءً /  مأرب برس - كلادس صعب

  

لم يتأخر الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عن ترجمة مضمون لقاءات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، وهدف الزيارة التي لم يمضى عليها ساعات على انتهائها والتي اختتمت بلقائه. فجاءت كلمته في بعلبك بمناسبة أربعينية الإمام الحسين خطاباً شاملاً يجمع بين المرجعية الدينية والسياق التاريخي والمواقف السياسية الحاسمة. ففي جانب من كلمته، استعرض قاسم تاريخ انتصارات المقاومة من تحرير الجنوب عام 2000، مروراً بـ “نصر تموز 2006” الذي وصفه بأنه “نصر إلهي” أوجد ردعاً لإسرائيل دام 17 عاماً، وصولاً إلى دحر داعش عام 2017، مؤكداً أن الصراع الحالي هو امتداد طبيعي لهذه المعارك.

 

وفي الشق السياسي، شن قاسم هجوماً عنيفاً على قرار الحكومة اللبنانية الأخير بشأن سلاح المقاومة، واصفاً إياه بـ “الخطيئة” و”اللا ميثاقي”، ومتهماً إياه بأنه يخدم أجندة أمريكية-إسرائيلية. وحمّل الحكومة مسؤولية أي “فتنة داخلية” أو انفجار محتمل، داعياً الجيش اللبناني إلى عدم الانجرار نحو الصراع الداخلي. وفي سياق التحالفات الإقليمية، وجّه قاسم شكراً صريحاً لإيران على دعمها المتواصل بالمال والسلاح، مشيداً بدور الحاج قاسم سليماني في هذا الصدد.

 

وفي خطوة كشفت عن استراتيجية مدروسة، كشف قاسم عن اتفاق مع حركة أمل على تأجيل فكرة النزول إلى الشارع احتجاجاً، وذلك لإعطاء فرصة للنقاش، لكنه حذّر من أن خيار المظاهرات، حتى أمام السفارة الأمريكية، يبقى مطروحاً في حال فُرضت المواجهة. وشدد على أن فلسطين هي “البوصلة”، وأن المقاومة اللبنانية جزء لا يتجزأ من المعركة الكبرى ضد الاحتلال الإسرائيلي.

 

وختاماً، أكد قاسم أن شرعية المقاومة تستمدها من تضحياتها وإنجازاتها، لا من قرارات الحكومة، داعياً اللبنانيين إلى التكاتف لبناء السيادة، ومحذراً من أن الانقسام يعني نهاية لبنان، مؤكداً أن المقاومة هي التي تضمن بقاءه واستقراره.

 

وفي قراءة أعمق لهذه المواقف، تُظهر كلمة قاسم أنها لم تكن مجرد موقف سياسي، بل كانت بمثابة إعلان عن انتهاء زمن التكهنات وبدء زمن المواجهة. لقد جاءت كلمة قاسم لتكون الترجمة النارية لرسائل علي لاريجاني، حيث تكشف عن قرار إيراني لا رجعة فيه بـ “إشعال لبنان”، حتى لو كان الثمن هو انتحار حزب الله في سبيل بقاء ولاية الفقيه.

 

وفي سياق هذه الخطة، وظّف قاسم المرجعية الدينية والرمزية، مستحضراً “مدرسة كربلاء” وقولة “هيهات منا الذلة” كأيديولوجيا تبرر المواجهة الحتمية مع “يزيد العصر” المتمثل بالمشروع الأمريكي-الإسرائيلي. وقد تجسد “أمر العمليات” في الهجوم العنيف على الحكومة اللبنانية، وحملها مسؤولية أي “فتنة” أو “انفجار داخلي”. وفي تهديد مباشر، كشف عن تأجيل النزول إلى الشارع، ليس رغبةً في التهدئة، بل كإنذار نهائي قبل تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة. وفي النهاية، جاءت كلمة قاسم لتؤكد أن حزب الله لن يسلم سلاحه، لأنه ليس ملكاً له، بل هو أداة في يد طهران مستعدة لتقديم أي تضحية من أجل بقاء النظام الإيراني.



إقرأ المزيد