مأرب برس - 12/31/2025 9:26:18 AM - GMT (+3 )

الأربعاء 31 ديسمبر-كانون الأول 2025 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس -وكالات
في تصعيد ميداني ينذر باتساع رقعة الحرب، شهدت ولايتا شمال دارفور وجنوب كردفان، أمس الثلاثاء، مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، أسفرت عن تبادل السيطرة على مناطق استراتيجية، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية خطيرة ودعوات دولية لوقف النزاع.
وأعلنت قوات «الدعم السريع» سيطرتها على منطقة التقاطع الاستراتيجية الواقعة على طريق الدلنج–كادوقلي بولاية جنوب كردفان، معتبرة الخطوة تقدماً عسكرياً مهماً من شأنه قطع الطريق القومي بين المدينتين وإعادة خنق أحد الشرايين الحيوية في الإقليم.
وقالت إن العملية نُفذت بهجوم واسع مدعوم بالطائرات المسيّرة، أعقبه اشتباك عنيف أفضى إلى إحكام السيطرة والاستيلاء على مركبات وأسلحة.
في المقابل، أكد الجيش السوداني، مسنوداً بالقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة، استعادة منطقة أمبرو شمال غربي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد ضربات جوية مكثفة مهدت لتقدم بري منظم أجبر قوات «الدعم السريع» على الانسحاب.
وأشارت مصادر عسكرية إلى تأمين المنطقة بالكامل، وتكبيد الطرف الآخر خسائر في العتاد والأفراد.
ويرى مراقبون أن السيطرة على «التقاطع» تعني عملياً إعادة قطع الطريق القومي الذي كان الجيش قد أعاد فتحه في فبراير الماضي بعد معارك ضارية، ما يثير مخاوف من تكرار سيناريو الحصار والاقتتال داخل المدن، خصوصاً مع وجود عشرات الآلاف من المدنيين في كادوقلي والدلنج.
وعلى الصعيد الإنساني، تتفاقم الأوضاع في شمال دارفور، إذ كشفت «اليونيسيف» عن معدلات غير مسبوقة لسوء التغذية بين الأطفال في منطقة أمبرو، محذّرة من مخاطر وشيكة تهدد حياة الآلاف في ظل شح الغذاء وانهيار الخدمات الصحية واستمرار النزوح.
دولياً، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من الدعوات إلى الحسم العسكري، داعية القادة العسكريين في السودان إلى سلوك مسار سياسي يقود إلى السلام ووقف فوري للعنف، بما يتيح وصول المساعدات الإنسانية ويفتح الباب أمام حوار مدني شامل.
وبين سيطرة تُنتزع وأخرى تُستعاد، تبدو الحرب السودانية في مرحلة أكثر ضراوة، حيث تُعاد صياغة خرائط النفوذ على وقع المعارك، بينما يدفع المدنيون الثمن الأثقل.
إقرأ المزيد


