التهاب البروستاتا المزمن.. آلام صامتة تهدد راحة الرجل ووظائفه الحيوية
مأرب برس -

الثلاثاء 30 ديسمبر-كانون الأول 2025 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس -وكالات

 يُعد التهاب البروستاتا المزمن أحد أكثر أمراض الجهاز التناسلي الذكري شيوعاً وإزعاجاً، إذ يستمر لثلاثة أشهر أو أكثر، ويتسبب بآلام متكررة واضطرابات تؤثر بشكل مباشر على التبول والقدرة الجنسية وجودة الحياة لدى الرجال.

ويُعرَّف التهاب البروستاتا المزمن بأنه التهاب طويل الأمد في غدة البروستاتا، غالباً ما يكون مصحوباً بألم في منطقة الحوض أو الأعضاء التناسلية، وقد يظهر الألم بدرجات متفاوتة بين الخفيف والحاد، مع ميله للاختفاء والعودة مجدداً.

نوعان رئيسيان للمرض ينقسم التهاب البروستاتا المزمن إلى نوعين أساسيين، يختلفان في الأسباب وطريقة التعامل العلاجي:

التهاب البروستاتا البكتيري المزمن: ينتج عن عدوى بكتيرية متكررة، ويصيب الرجال في مختلف الأعمار، ويظهر بشكل أكبر لدى الشباب ومنتصف العمر. متلازمة ألم الحوض المزمن (غير البكتيري):

وهو النوع الأكثر شيوعاً، وتتشابه أعراضه مع النوع البكتيري، إلا أن أسبابه غير معروفة بشكل دقيق.

أعراض متعددة ومتداخلة تشمل أبرز الأعراض الشعور بألم مستمر أو متقطع في الحوض، العجان، أسفل الظهر، الخصيتين أو القضيب، إضافة إلى صعوبة التبول، الإلحاح البولي، التبول الليلي المتكرر، وألم أثناء القذف.

وفي بعض الحالات قد تظهر أعراض عامة مثل الحمى أو القشعريرة والغثيان.

أسباب محتملة تتنوع أسباب الإصابة، فالبكتيريا قد تصل إلى البروستاتا عبر الإحليل أو نتيجة التهابات المثانة أو استخدام القسطرة البولية، بينما يُرجَّح في النوع غير البكتيري ارتباط المرض باضطرابات في تدفق البول، أو تهيج الأعصاب والعضلات، أو رد فعل مناعي غير طبيعي.

التشخيص والعلاج يعتمد تشخيص التهاب البروستاتا المزمن على تقييم الأعراض وإجراء فحوصات مثل تحليل البول، فحص المستقيم الرقمي، والتصوير بالرنين المغناطيسي، إضافة إلى تحاليل الدم أو فحوصات إفرازات البروستاتا عند الحاجة.

ولا يوجد علاج موحد للحالة، إذ تختلف الاستجابة من مريض لآخر. ففي النوع البكتيري تُستخدم المضادات الحيوية لفترات طويلة، بينما يركز علاج النوع غير البكتيري على تخفيف الأعراض باستخدام أدوية إرخاء العضلات، تقليل حجم البروستاتا، وتقنيات التحكم بالألم والتوتر.

وسائل طبيعية للتخفيف يمكن لبعض الإجراءات الطبيعية أن تُسهم في تخفيف حدة الأعراض، مثل حمامات المقعدة الدافئة، الكمادات الساخنة، تجنب الكافيين والكحول، الإكثار من شرب الماء، إضافة إلى بعض العلاجات البديلة كالوخز بالإبر والعلاج العشبي.

هل يُشفى المرض نهائياً؟

تشير الدراسات إلى أن التهاب البروستاتا المزمن قد يعاود الظهور حتى بعد العلاج، ما يجعل السيطرة على الأعراض والالتزام بالخطة العلاجية الهدف الأهم، خاصة في الحالات طويلة الأمد.

الفرق بين الالتهاب المزمن والحاد يختلف الالتهاب المزمن عن الحاد في أن الأول يتطور ببطء ويستمر لأشهر أو سنوات، وقد يكون أقل استجابة للعلاج، بينما يظهر الالتهاب الحاد بشكل مفاجئ ويستجيب عادةً بشكل أفضل للعلاج خلال فترة قصيرة.

ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر والمتابعة المنتظمة تلعبان دوراً محورياً في الحد من مضاعفات المرض والحفاظ على صحة الرجل وجودة حياته.



إقرأ المزيد