علي رازح يستدعي لحظة كروية سبقت الوحدة: حين جمعت الرياضة ما فرّقته السياسة
مأرب برس -

الإثنين 22 ديسمبر-كانون الأول 2025 الساعة 05 مساءً / مأرب برس – أحمد حوذان

في لحظة استدعاء للتاريخ وسط واقع يزداد انقسامًا، استعاد مستشار وزارة الشباب والرياضة بمحافظة مأرب، الأستاذ علي رازح، واحدة من أهم محطات الذاكرة الوطنية، مؤكدًا أن الرياضة نجحت في توحيد اليمنيين خارج الوطن، فيما تعجز السياسة اليوم عن منع تمزيقهم داخله.

وخلال مقابلات صحفية وإذاعية، قال رازح إن الرياضة كانت قبل قيام الوحدة اليمنية مساحة جامعة تجاوزت الانقسام السياسي، مستشهدًا بتجربة تاريخية جمعت منتخبي الناشئين لليمن الشمالي والجنوبي في الكويت، حيث تم التنسيق الكامل بين القيادات الفنية والإدارية، وتشكيل وحدة كروية مشتركة شاركت في تصفيات كأس آسيا، ورفعت حينها العلم اليمني الموحد قبل أن يولد سياسيًا.

وأوضح رازح أنه كان يشغل منصب رئيس البعثة في تلك المرحلة، فيما كان الدكتور شاهر على رأس المنتخب الجنوبي، مؤكدًا أن التنسيق شمل كل التفاصيل، من المواقف داخل الفندق إلى الاحتجاجات أمام الاتحاد الآسيوي، وحتى الفعاليات الدبلوماسية التي جمعت السفيرين الشمالي والجنوبي في استضافة واحدة، في مشهد عكس إرادة الوحدة لدى الشباب قبل القيادات السياسية.

وأضاف: «ما حققته الرياضة آنذاك كان أكبر من مجرد نتائج، لقد صنعت وعيًا وطنيًا مبكرًا، وأثبتت أن الشباب قادرون على تجاوز الانقسام متى ما توفرت الإرادة».

وفي مقارنة مؤلمة مع الواقع الحالي، حذّر رازح من أن اليمن اليوم يعيش حالة تصاعد في الأزمات والصراعات، تُنذر بمخاطر التقسيم، في وقت تُقصى فيه الرياضة عن دورها الطبيعي، ويُزج بالرياضيين في الصراع، بل ويُحتجز بعضهم في السجون، داعيًا جميع الأطراف إلى تحييد الرياضة وعدم استخدامها كأداة سياسية.

وتناول رازح واقع الرياضة في المناطق المحررة، مؤكدًا أن مأرب تشهد استقرارًا نسبيًا وحراكًا شبابيًا لافتًا، حيث يمتلئ الملعب الوحيد بعشرات الفرق يوميًا، في ظل وجود 14 ناديًا تتقاسم مساحة غير كافية، ما يعكس حجم الشغف مقابل ضعف البنية التحتية.

وأشار إلى أن الخطط الاستراتيجية لتطوير الرياضة ما تزال حبيسة الأدراج، وأن الأندية عاجزة عن أداء دورها في احتواء الشباب وحمايتهم من الفراغ والانحراف، مطالبًا السلطة المحلية بإنشاء أكثر من خمسة ملاعب لاستيعاب الطاقات الكبيرة ورفد المنتخبات الوطنية بجيل جديد.

وفي السياق ذاته، عبّر لاعب منتخب الناشئين زبير عبد الله المشامي عن طموح الجيل الجديد، مؤكدًا أن كرة القدم في المحافظات المحررة تمتلك مستوى جيدًا وقابلًا للتطور، لكنها تعاني من غياب الاستمرارية والدعم، مشيرًا إلى أن حلمه وحلم زملائه هو الاحتراف الخارجي ورفع اسم اليمن في المحافل الدولية.

ويخلص حديث رازح والمشامي إلى رسالة واحدة: أن الرياضة كانت ذات يوم جسر الوحدة بين شطري اليمن، ولا تزال قادرة اليوم على إنقاذ ما تبقى من الروح الوطنية، إذا ما أُبعدت عن الصراع وأُعيد لها دورها الجامع.



إقرأ المزيد