يمنعك من العلاقة الزوجية.. هذا المرض يحتاج إلى دعم نفسي وجراحة
مأرب برس -

الإثنين 22 ديسمبر-كانون الأول 2025 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس -وكالات

 

يرتبط سرطان القضيب ارتباطًا وثيقًا بالصحة الجنسية والنفسية للرجل، إذ يؤثر المرض وعلاجه بشكل مباشر على عضو أساسي في الوظيفة الجنسية والهوية الجسدية، وهو ما يجعل تأثيره أعمق من كثير من أنواع السرطان الأخرى.

يستعرض "الكونسلتو" في السياق التالي، لماذا يحتاج مرضى سرطان القضيب إلى الدعم النفسي؟ وفقًا لـ"nature".

ورغم أن معدلات الشفاء تكون مرتفعة عند اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، فإن التحديات التي يواجهها المرضى لا تتوقف عند السيطرة على الورم فقط، بل تمتد إلى مشكلات وظيفية ونفسية واجتماعية قد تستمر بعد العلاج، مثل صعوبات التبول، والألم المزمن، والضعف الجنسي، والتغير في شكل العضو، إضافة إلى اضطرابات نفسية تؤثر على الثقة بالنفس والعلاقات الزوجية.

لماذا يحتاج مرضى سرطان القضيب إلى الدعم النفسي؟وتشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من مرضى سرطان القضيب يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي، إلا أن كثيرًا منهم يترددون في مناقشة هذه الجوانب الحساسة قبل الجراحة، ويركز اهتمامهم، أو تركيز الفريق الطبي، على نسب البقاء وهوامش الاستئصال الجراحي فقط.

يعاني كثير من المرضى قبل التدخل الجراحي من قلق شديد بشأن تأثير المرض على الأداء الجنسي وصورتهم الذاتية، وقد يؤدي الخجل أو الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض إلى تأخير طلب الرعاية الطبية، ما يرفع احتمالات تشخيص المرض في مراحل متقدمة ويُعقّد العلاج.

كما قد تؤثر الأعراض المصاحبة للورم، مثل الالتهاب أو صعوبات التبول، على الرغبة والأداء الجنسي حتى قبل بدء العلاج، فضلًا عن معاناة بعض المرضى من ضعف الانتصاب في مراحل مبكرة من المرض.

 تحديات جسدية ونفسية

تعتمد التأثيرات الجنسية بعد الجراحة على نوع ومدى التدخل، إذ قد يواجه بعض المرضى تغيرات في طول القضيب أو حساسيته أو القدرة على الانتصاب، وقد تتأثر القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية، خاصة في حالات الاستئصال الجزئي أو الكلي.

ومع ذلك، شهد علاج سرطان القضيب تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مع الاتجاه نحو الجراحات المحافظة على العضو، مثل الاستئصال الموضعي أو بالليزر، والتي تهدف إلى إزالة الورم مع الحفاظ قدر الإمكان على الوظيفة الجنسية والمظهر الجسدي.

كما أسهمت تقنيات إعادة البناء الحديثة وتحسين طرق التعامل مع العقد اللمفاوية في تقليل المضاعفات، مثل الوذمة اللمفية والألم المزمن، مقارنة بالأساليب الجراحية التقليدية.

رغم التقدم… الرضا الجنسي

لا يزال تحديًاوعلى الرغم من هذه التطورات، تشير الأبحاث إلى أن الرضا الجنسي لدى مرضى سرطان القضيب يظل أقل من نظرائهم الأصحاء، خاصة لدى من خضعوا لجراحات واسعة، كما قد تتأثر العلاقة الزوجية نتيجة القلق بشأن الحميمية والتقارب العاطفي بعد العلاج.

الحاجة إلى الرعايةويؤكد الخبراء أن علاج سرطان القضيب لم يعد يقتصر على السيطرة على الورم فقط، بل يجب أن يشمل دعمًا نفسيًا وجنسيًا واجتماعيًا متكاملًا منذ لحظة التشخيص، مع إشراك مختصين في الصحة الجنسية والصحة النفسية ضمن خطة العلاج.

فالهدف لم يعد مجرد إنقاذ حياة المريض، بل الحفاظ على جودة حياة كريمة تشمل الثقة بالنفس، والعلاقة مع الشريك، والتوازن النفسي، وهو ما يتطلب نهجًا طبيًا أكثر شمولية وإنسانية يضع المريض في قلب الرعاية الصحية.



إقرأ المزيد