كشفت تقارير إعلامية عن إعداد مبعوثين أمريكيين، يتقدمهم جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، خطة واسعة النطاق لإعادة إعمار قطاع غزة بكلفة تقدَّر بنحو 112.1 مليار دولار، تهدف إلى إعادة هيكلة القطاع بالكامل وتحويله إلى وجهة استثمارية وسياحية فاخرة.

وتأتي هذه الخطة في سياق تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة إعمار غزة عقب رعايته وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، حيث سبق أن طرح فكرة تحويل القطاع إلى ما أسماه “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وبحسب المعلومات، عمل كوشنر وويتكوف خلال الأسابيع الستة الماضية على صياغة مقترح أولي حمل اسم “مشروع شروق الشمس” (Project Sunrise)، يقوم على تنفيذ إعادة الإعمار على مراحل، مع التركيز على جذب الاستثمارات وتطوير البنية السياحية والاقتصادية.

وتتضمن الخطة إنشاء فنادق فاخرة على الساحل، وبناء شبكة سكك حديدية عالية السرعة، وتحديث شبكات الكهرباء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مشاريع بنية تحتية حديثة، وفق ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال.

ويُقدَّر أن تُنفَّذ الخطة على مدى عشر سنوات، تموّل الولايات المتحدة قرابة نصف كلفتها عبر منح وضمانات ديون، على أن يُسدَّد الجزء الآخر من خلال عائدات التطوير والاستثمار.

كما جرى عرض المقترح على تركيا ومصر وعدد من دول الخليج. وفي حال إقرارها، قد يبدأ تنفيذ الخطة خلال شهرين، غير أن المشروع يواجه تحديات جسيمة، أبرزها إزالة نحو عشرة آلاف جثة من تحت ما يقارب 68 مليون طن من الأنقاض، وتنظيف التربة من التلوث، والتعامل مع الذخائر غير المنفجرة.

وتنقسم مراحل التنفيذ إلى أربع، تبدأ بتوفير مساكن مؤقتة ومستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة، ثم إعادة بناء البنية التحتية الأساسية من طرق وكهرباء وزراعة الأراضي، وصولاً إلى المشاريع المتقدمة ذات الطابع الحديث.

ورغم الطموح الكبير، أبدى مسؤولون شكوكاً جدية حول قابلية تنفيذ الخطة، خاصة في ظل غياب رؤية واضحة لمصير نحو مليوني فلسطيني سيتأثرون بأعمال البناء، إضافة إلى التشكيك في استعداد حركة حماس لنزع سلاحها بما يسمح ببدء التنفيذ.

وأكد متحدث باسم البيت الأبيض أن إدارة ترامب ستواصل العمل مع شركائها “للحفاظ على سلام دائم، ووضع الأسس لغزة مستقرة ومزدهرة”، وفق تعبيره.