شهدت أسعار النفط ارتفاعًا جديدًا مع بداية تداولات الأسبوع، وسط حالة من الترقب الشديد لإعلان مرتقب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول روسيا، قد يعيد خلط أوراق المشهد الجيوسياسي والاقتصادي.

وسجّلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا بواقع 15 سنتًا، لتصل إلى 70.51 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 14 سنتًا ليبلغ 68.59 دولارًا، بعد مكاسب أسبوعية تجاوزت 2%.

هذا الصعود يأتي في ظل ضغوط متعددة، أبرزها احتمال فرض عقوبات أميركية جديدة على موسكو، وتباطؤ نمو الإنتاج السعودي، إضافة إلى استمرار الغموض بشأن الرسوم الجمركية.

وكان ترامب قد أعلن عزمه إرسال منظومات دفاعية من نوع "باتريوت" إلى أوكرانيا، مع وعد بكشف بيان "مهم" بشأن روسيا، وسط تصاعد الاستياء من استمرار العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية.

وفي موازاة التصعيد الأميركي، يدرس الكونغرس مشروع قانون لتوسيع العقوبات على روسيا، فيما يقترب الاتحاد الأوروبي من إقرار الحزمة الـ18، التي تشمل خفض سقف أسعار النفط الروسي.

من جهة أخرى، تلقت الأسواق دعمًا من توقعات وكالة الطاقة الدولية بوجود شح في الإمدادات خلال الصيف، مع ارتفاع الطلب في ذروة تشغيل المصافي، ما دفع بأسعار النفط لمزيد من المكاسب خلال الأسبوع الماضي.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يبقى التوتر حاضراً بشأن زيادة السعودية إنتاجها فوق الحصة المتفق عليها في "أوبك+"، حيث ضخت 9.8 مليون برميل يوميًا في يونيو، متجاوزة السقف المقرر، رغم تأكيد المملكة التزامها بحصتها الطوعية.

أما في الصين، فقد سجلت واردات النفط ارتفاعًا بنسبة 7.4%، لتصل إلى أعلى معدل يومي منذ أغسطس 2023، ما يثير مخاوف من تأثير فائض التخزين الصيني على الأسواق الغربية في حال تسربه للأسواق المفتوحة.

في هذا المشهد المضطرب، تواصل الأسواق مراقبة نتائج المحادثات التجارية الأميركية مع حلفائها، لما لها من انعكاسات مباشرة على النمو العالمي والطلب على الطاقة.